لماذا أجد صعوبة في التعبير عن مشاعري؟

Facebook Twitter LinkedIn
لماذا أجد صعوبة في التعبير عن مشاعري؟

لكن بالنسبة للدكتورة كريسيا والدوك، قد يستغرق الأمر وقتاً أطول قليلاً حتى تتمكن من تحديد مشاعرها، وذلك لأنها من بين 10 في المئة من الأشخاص الذين يعانون من "الأليكسيثيميا".

"الأليكسيثيميا" هي كلمة مشتقة من اللغة اليونانية، ويمكن ترجمتها على أنها "عدم القدرة على التعبير عن المشاعر بالكلمات".

قد يواجه الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة، التي لا تحظى بانتشار واسع، تحديات في التعبير عن مشاعرهم، فضلاً عن صعوبة في التمييز بين المشاعر المختلفة.

أوضحت الدكتورة والدوك ذلك قائلة: "غالباً ما أجد صعوبة في تحديد مشاعري".

قصص مقترحة نهاية

وأضافت: "عندما يحدث شيء ما، ينتابني شعور معين، لكن لا أستطيع تحديده على الفور، ويستغرق الأمر بعض الوقت حتى أتمكن من معرفة ما أشعر به".

قد يكون من الصعب تحديد شعور التوتر بشكل دقيق.

تقول والدوك: "أحياناً عندما أشعر بالتوتر أو القلق، ألاحظ ذلك في جسدي، خاصة في فكي. وارتطم مع الأشياء وأسقطها أرضاً، أعرف أن هناك شيئاً ما، لكنني لا أتمكن بالضرورة من ربط الأحداث معاً".

تعاني الدكتورة والدوك من التوحد. وتشير الأبحاث إلى أن الأشخاص المصابين بالتوحد يعانون من الأليكسيثيميا بمعدل يزيد عن خمس مرات مقارنة ببقية أفراد المجتمع.

تقول والدوك: "بالنسبة لي، يعد هذا جزءاً من كوني مصابة بالتوحد والاضطرابات العصبية".

ترتبط الأليكسيثيميا ارتباطاً وثيقاً بالإدراك الداخلي، وهي القدرة على تفسير وتصنيف الإشارات الداخلية من الجسم، مثل الشعور بالجوع أو التعب أو الحاجة إلى الذهاب إلى المرحاض.

وأوضحت والدوك أنها في بعض الأحيان لا تشعر بإشارات الجوع، ولذلك تتبع مواعيد ثابتة لتناول الطعام لضمان عدم تفويت الوجبات.

الدكتورة والدوك هي مساعدة باحثة في جامعة سوانسي، وتعمل حالياً على مشروع يهدف إلى تعميق فهم تجارب الصحة الإنجابية للأشخاص المصابين بالتوحد طوال حياتهم.

وتعاني زميلتها الدكتورة ريبيكا إليس، المسؤولة عن الأبحاث في المشروع، أيضاً من التوحد والأليكسيثيميا.

وقالت إليس إن حالة الأليكسيثيميا تختلف من شخص لآخر، كما أنها تعد أكثر شيوعاً بين الأشخاص الذين يعانون من القلق والاكتئاب.

وأضافت أن بعض الأشخاص يعانون دائماً من الأليكسيثيميا بينما يكتسبها آخرون من خلال الصدمة، لافتة إلى أنها تجد صعوبة في التفرقة بين الشعور بالقلق والإثارة.

كما تجد صعوبة في معرفة ما إذا كانت خائفة أو تطلع للقيام بشيء ما.

تقول وهي تضحك: "يسبب هذا لي قدرا كبيرا من الارتباك. لذا، فحتى لو كان هناك حدث اجتماع رائع أتطلع إليه، فقد ينتابني شعور إيجابي وسلبي تجاهه في نفس الوقت".

تمكنت كل من إليس ووالدوك من إيجاد طرق للتعامل مع مرض الأليكسيثيميا. وتوضح إليس أنه من المفيد طرح أسئلة على الآخرين حول كيفية تعرفهم على مشاعرهم.

وتضيف: "قد يكون هذا أمراً يمكن تعلمه وتحسينه بمرور الوقت حتى يمكنك فهم مشاعرك وأحاسيسك بطريقة أفضل".

تستخدم والدوك تطبيقاً يسمى "كيف نشعر" يعرض مشاعر وتعريفات مختلفة يُمكن استخدامها لمساعدة الشخص في تحديد كيف يشعر.

اتفقت إليس ووالدوك على أن تلّقي تنبيهات من الأشخاص المقربين عند ملاحظتهم تصرفات غير مألوفة قد يكون مفيداً.

لا توجد معايير تشخيصية محددة لمرض فقدان القدرة على التعبير عن المشاعر، فلماذا يكون من المفيد وجود مصطلح مثل الأليكسيثيميا؟

توضح إليس ذلك قائلةً: "أعتقد أن هذا يساعدك على أن تكون أكثر تسامحاً مع نفسك".

وتضيف: "وجود هذا المصطلح لا يعني فقط أن هناك عدداً أكبر من الأشخاص الذين يعانون منه مقارنة بك، بل يعني أنه يمكن لك وللآخرين فهمه بشكل أفضل".

من جانبها، أيدت الدكتورة والدوك هذا الرأي، مشيرةً إلى أن فهمها لما يعنيه أن تكون شخصاً مصاباً بالتوحد، بما في ذلك تجارب مثل الأليكسيثيميا، ساعدها كثيراً في فهم نفسها بشكل أعمق.

admin

admin

Content creator at LTD News. Passionate about delivering high-quality news and stories.

Comments

Leave a Comment

Be the first to comment on this article!
Loading...

Loading next article...

You've read all our articles!

Error loading more articles

loader